سلطان العمريإنها صفة رائدة وخصلة رائعة في محيط العمل الإسلامي أن نثني على العاملين في هذا الحقل، ونشيد بهم، ونذكرهم بالجميل، وندعو لهم بظهر الغيب.
إن مما أعجب منه تفاعل بعض كُتَّاب الصحف مع البعض وثناء الواحد للآخر، مع أن الموضوع "رواية أدبية"، أو "أطروحة ثقافية هزيلة".
ولكنك قد لا تجد مثل هذا الثناء في الحقل الدعوي؛ بسبب شرارة حسد، ونزغة شيطان، وتفوق قرين.
ولعل المتأمل في سير العلماء الربانيين يجد عكس ذلك..
تأمل معي هذه النماذج:
- قال الإمام أحمد بن حنبل: يحيى بن معين أعلمنا بالرجال[1].
قلت: فهل نرى في واقع طلاب العلم أو الدعاة من يثني على قرينه ويصفه بالجودة والإتقان في تخصصه؟ أم أن الحسد الغالب سيخفي محاسن الأقران؟
- قال عمرو الناقد: قدم سليمان الشاذكوني بغداد، فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان الشاذكوني نتعلم منه نقد الرجال[2].
قلت: فالعجب من هذا الإمام في حضوره لمجالس العلم مع إمامته وتقدمه في العلم، ولكنه التواضع وعشق العلم.
وفي باب الثناء على القرين وحث الطلاب للتحصيل منه، تأمل:
- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: امض إلى إبراهيم الحربي حتى يلقي عليك الفرائض[3].
- الإمام القعنبي روى عن مالك، ومع ذلك فقد روى أحدهم أن القعنبي قدم من سفر، فقال مالك: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض[4].
الشكرإن النفس تحب الثناء، وتميل لسماع جميل الإطراء. فما أروع أن ننطق بكلمات المديح.
وأن نتفوه بألفاظ الثناء على داعية متميز، أو طالب علم جاد، أو مؤسسة دعوية رائدة، أو موقع على النت نافع!! وليكن هذا الثناء محاط بقانون "الاعتدال" وسياج الوسطية.
لعل هذا الثناء وتلك الكلمات تكون سببًا لثبات عمل أو عامل، والتجربة حكت لي صدق ذلك.
[1] تذكرة الحفاظ 1/430.
[2] المصدر السابق 1/488.
[3] السابق 2/585.
[4] السابق 1/384.
الكاتب: الشيخ سلطان العمري
المصدر: موقع يا له من دين